لانبالغ إذا ماقلنا بأن السمعة السيئة للسفاح المقبور ابراهیم رئيسي کمجرم معادي للشعب الايراني، جعلته غنيا عن التعريف ولاسيما بعد أن تمت إدانته وفضحه من قبل العديد من المنظمات المعنية بحقوق الانسان وبشکل خاص من جانب مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، خصوصا وإن له ماض إجرامي عريق بدأ منذ کان عمره في ال18 عاما، وهو وجه مکروه في داخل إيران وحتى إنه عندما شاع نبأ ذهابه الى الجحيم عمت الفرحة بين أوساط الشعب الايراني عموما وأهالي وأقرباء ومعارف ضحايا مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، خصوصا. غير إن الذي يثير مشاعر الاشمئزاز والقرف هو ذلك النبأ الغريب من نوعه والذي يشير الى الامم المتحدة ستقوم بمراسم تأبين للمقبور ابراهیم رئيسي، وإن مراسم التأبين هذه سيتم عقده في 30 مايو في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة من رئيسها دينيس فرانسيس.
غرابة هذا القرار يکمن في إن الامم المتحدة أساسا کانت مطالبة أيام ماکان هذا السفاح حيا أن يتم إدانته وإعتقاله ومحاکمته وجعله يدفع ثمن مشارکته في تنفيذ حکم إعدام جائر بحق أکثر من 30 سجين سياسي في عام 1988، بل وحتى کان من المنتظر أن يتم لعنته وهو ميت لماضيه الاجرامي الدموي وليس أن يتم تأبينه وکأنه کان رجلا وإنسانا صالحا وهو أعبد مايکون عن ذلك.
البحث في الماضي الدموي لهذا السفاح المقبور، تجعل من العار تأبينه في أهم محفل دولي في العالم ولاسيما وإنه کان قد دورا محوريا في مجازر عام 1988، حيث كان نائب المدعي العام في “لجنة الموت” المسؤولة عن إعدام آلاف السجناء السياسيين دون محاكمة عادلة.
وفي فترة قصيرة، تم إعدام 30 ألف سجين سياسي في السجون في جميع أنحاء إيران ودفنوا في مقابر جماعية، ولم يتم إبلاغ عائلاتهم مطلقًا بمكان دفنهم. وقد تم تدمير العديد من هذه المقابر الجماعية بطرق مختلفة من قبل قضاء الملالي، ولطالما تمتع رئيسي بمناصب عليا، تحت ذرائع مختلفة، من أجل إزالة آثار مجزرة 1988. تم تنفيذ مجزرة صیف عام 1988 بموجب مرسوم الخميني المكتوب بخط اليد والمكون من عدة أسطر.
قمع انتفاضات 2019 و 2022: لعب دورا رئيسيا في قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عامي 2019 و 2022، مما أسفر عن مقتل العديد من المتظاهرين.
اتهم بإصدار أوامر باعتقال وتعذيب الناشطين والصحفيين.
استمرار انتهاكات حقوق الإنسان: شهدت فترة حكمه ارتفاعا ملحوظا في عمليات الإعدام، حيث تم إعدام أكثر من 223 شخصا خلال العام الجاري، 50 منهم في شهر مايو فقط.يمارس سياسة التضييق على حرية التعبير والتجمع السلمي.
وبدأت موجة جديدة من الاحتجاجات بعد نهاية رأس السنة الإيرانية وعطلة رمضان في أبريل/نيسان، ومنذ ذلك الحين تم إعدام 115 شخصا، من بينهم ست نساء.
ووفقا لهذا التقرير، تنفذ إيران عمليات إعدام مسجلة للنساء أكثر من أي دولة أخرى.
وطبقا وإستنادا لما أوردناه فإننا نقول: ماذا يستحق هکذا مجرم صاحب هکذا تأريخ أسود غير الادانة والفضح واللعان؟ أليس من العار على أهم محفل دولي أن يقوم بتأبين سفاح أرعن بدلا من فضحه ولعنه؟